العرض في الرئيسةفضاء حر

لا أمل يلوح في الأفق

يمنات

القاضي عبد الوهاب قطران

عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة، ثالث جلسة لمحاكمة هادي، و بعض مستشاريه، طبعا بحاح لم يدخل في قرار الاتهام.

اختيار الأسماء تم بطريقة انتقائية، رئيس النيابة و كل المحاميين، من طاقم صالح، غدا سيذهبوا يفاوضوا هادي، و كل شيء في بابه، إنها فلسفة صالح.

عبد الرزاق الاشول عندما اعتقلوه، قيل انه يدير الخلايا الإرهابية بصنعاء، كان يفترض يقدم للمحاكمة، و يقول القضاء كلمته، و لكنهم أطلقوا سراحة استجابة للسعودية، و مندوبها ولد الشيك.

عادت الاغتيالات بصنعاء .. بشكل إجرامي، نشطت الخلايا الإرهابية، اليوم (أمس) فقط، ثلاثة اغتيالات، لان الاستهتار هو سيد الموقف، الأمن منفلت، إلى مستوى أن رجال المرور، غير موجودين بالجولات لفك الاختناق و التداخل بين السيارات، و لتنظيم حركة السير. يستلموا مرتباتهم و هم بالبيوت، كل هذه التفاصيل، تعود لسبب جوهري هو الإصرار الغبي، على إبقاء حالة الفراغ بصنعاء، و تعطيل سلطة الدولة، تنفيذا لأجندة العدو بوعي أو بدون وعي.

العدو يريدها حرب طائفية دينية، لتأسيس الدولة الطائفية على ارض الواقع، و الحوثي ينزل يقاتل في كل المحافظات، بدون صفة، و بدون غطاء شرعي، يقاتل كمليشيا، تحارب رئيس و حكومة شرعيين، و هو يفاوضهم على هذا الأساس، و يجلس معهم على طاولة واحدة.

لو كانت دولة و حكومة بصنعاء، سيتغير المشهد 180 درجة، لكنه لازال مليشيا متمردة، أو هكذا يوصف من قبل الإعلام المعادي.

كما أن الانغماس بالفساد صنو الارهاب، بالإضافة تعيينات فسادية كترضيات لانتهازيين جدد توجه كارثي لا وطني. هادي يصدر قرارات صباح مساء وزراء و نواب وزراء، وكلاء. و الثورية العليا تصدر قرارات اغلبها فساد، و اللقاء لا وسط، سنتفاوض و كلا يقر اصحابه، و الشعب هو الضحية، وقع أسير بين يدي عصابات، لا يهمها سوى مصالحها الأنانية.

لا احد يمثل الشعب، المخذول كلما التف حول قوة خذلته و ذهبت لتتصالح مع قوى الفساد و النفوذ، و تمارس فساد جديد، لامبالاة، استهتار، انعدام الاستشعار بالمسئولية.

أنصار الله، تنظيم عسكري، يفتقر للفلسفة السياسية، لا إستراتيجية عسكرية و لا سياسية، و لا رؤية و لا مشروع، و لا وجهة، منحهم الشعب فرص و التف حولهم و أيدهم، و لكنهم عجزوا عن التحول من مليشيا مسلحة، إلى جيش و دولة، و حكومة، بعد سنة على تقديم هادي لاستقالته، اتضح أنهم اعجز من تشكيل دولة و حكومة ثورة، لإدارة بلد بحجم اليمن.

و هذا ما أدركه خصومهم، و من تحالفوا معهم من قوى الفساد والاستبداد، لذلك، يطمعوا أن يكونوا المستقبل، و انتعشت آمالهم، بالعودة للسلطة، و تقاسم الدولة.

تقل لأنصار الله، حاربوا الفساد يقلك مش وقت حرب، تتبعوا منفذي الاغتيالات و قدموهم للمحاكمات العلنية، يقلك مش وقت حرب، املئوا فراغ السلطة، و شكلوا الحكومة بصنعاء، و أعلنوا حضر التجوال و درجة الحذر، يقلك مش وقت إحنا في حرب، أعيدوا بناء الجيش على أسس وطنية، و أقيلوا القيادات الفاسدة و العميلة الرجعية، و فعلوا دوره في مواجهة العدو، بدلا من تعطيله، و دفع مرتبات قادته و ضباطه و جنوده للبيوت، يقلك مش وقت إحنا في حرب، و فروا الخدمات الأساسية للمواطن المسحوق يقلك مش وقت حرب.

الغوا قرار تعويم الوقود يقلك، مش وقت حرب.

متناسين أن الحرب مطولة لسنوات، و كل الشعوب التي تواجه حرب عدوانية، تبني الدول و الجيوش أثناء الحرب، و تعدم الفاسدين و اللصوص و المحتكرين و المتلاعبين بالأسعار أثناء الحرب.

و تفجر طاقات الشعب، بطرح خطاب وطني جامع، و تؤسس نموذج مضيء و جاذب في المناطق المسيطر عليها، لجذب سكان المناطق المحتلة، و التواصل مع الوطنيين بتلك المناطق لتأسيس تنظيمات عسكرية، لمقاومة الاحتلال.

المشهد ضبابي، و طابع الحرب رجعي.

زر الذهاب إلى الأعلى